المركز الإعلامي
اليرقان هو حالة صحية شائعة وغير ضارة عادة، تصيب الرُّضع حديثي الولادة، وتسبب اصفراراً في الجلد وبياض العينين. والمصطلحُ الطبي ليرقان الرضَّع هو اليرقان الوليدي.
ويمكن أن تشتمل الأعراض الأخرى لليرقان الوليدي على ما يلي:
- اصفرار راحتي اليدين أو أخمصي القدمين.
- تحوُّل لون البول إلى اللون الأصفر الداكن، حيث ينبغي أن يكون بول الرضيع حديث الولادة عديم اللون.
- تحوُّل لون البراز إلى لونٍ شاحب، وينبغي أن يكون لونه أصفر أو برتقالياً.
تظهر أعراض اليرقان عند حديثي الولادة بعد 2-3 أيام من الولادة عادة، ثم تبدأ بالتحسن من تلقاء نفسها بمرور الوقت إلى أن يصبح عمر الوليد أسبوعين تقريباً.
متى ينبغي طلب النصيحة الطبية؟
يفحص المولود للتحري عن وجود علامات للإصابة باليرقان خلال 72 ساعة التالية للولادة، وذلك في أثناء إجراء الفحص السريري لحديثي الولادة. وإذا ظهرت عليه علامات الإصابة باليرقان بعد إجراء هذا الفحص، فينبغي إعلام القابلة أو الطبيب بأسرع وقت للحصول على الإرشاد اللازم. ولا تكون الإصابة باليرقان مدعاة للقلق عادة، إلا أنه من الضروري معرفة مدى حاجة الرضيع للعلاج.
إذا كانت مراقبة المولود المصاب تجرى في المنزل، فمن الضروري الإسراع بالاتصال بالطبيب عند حدوث تفاقمٍ سريعٍ للأعراض أو عند رفض الرضيع للإرضاع.
أسباب اليرقان الوليدي:
ينجم اليرقان عن تراكم البيليروبين في الدم. والبيليروبين هو مادة صفراء تنجم عن تحطم خلايا الدم الحمراء.
ويُعدُّ اليرقانُ من الحالات الشائعة عند الأطفال حديثي الولادة، لأن دمهم يحتوي على نسبةٍ مرتفعة من خلايا الدم الحمراء التي تتحطم وتستبدل بشكلٍ متكرر. كما أن كبد حديثي الولادة لم يخلق بشكلٍ كامل بعد ، لذلك يكون دوره في إزالة البيليروبين من الدم بسيطاً.
إلا أن فعالية الكبد في التعامل مع البيليروبين تصبح أكبر عندما يصبح عمر الرضيع حوالى أسبوعين، لذلك فاليرقان يزول من تلقاء نفسه في هذا العمر، دون أن يتسبب بحدوث أي ضرر غالباً.
قد تكون الإصابة باليرقان مؤشراً على وجود إصابةٍ بحالةٍ صحيةٍ كامنة، وذلك في عددٍ قليلٍ من الحالات، حيث يحدث اليرقان عندها بعد وقتٍ قليلٍ من الولادة غالباً (خلال 24 ساعة منها).
مدى انتشار اليرقان الوليدي:
يعد اليرقان أحد أكثر الحالات التي قد تصيب الأطفال حديثي الولادة، حيث تُشير التقديرات إلى حدوثه عند 60% من الأطفال حديثي الولادة، بما فيهم 80% من الأطفال الخُدَّج ( الأطفال الذين وُلِدوا قبل الأسبوع 37 من الحمل ). ولكن، تصل نسبة الرضَّع الذين يكون مستوى بيليروبين الدم لديهم مرتفعاً إلى درجة يستلزم معها العلاج إلى 5% فقط.
معالجة اليرقان الوليدي:
لا تحتاج معظم حالات اليرقان الوليدي إلى علاج، حيث إن الأعراض تزول عادة خلال 10-14 يوماً، رغم أن الأعراض قد تستمر لفترةٍ أطول في عددٍ قليلٍ من الحالات. ويقتصر استعمال العلاج عادة على الحالات التي أظهرت نتائج الاختبار فيها وجود مستوياتٍ شديدة الارتفاع من البيليروبين في الدم، وذلك لوجود خطرٍ بسيطٍ لتسرب البيليروبين إلى الدماغ، مما يؤدِي إلى الإضرار به.
يوجد نوعان رئيسيان من الطرق العلاجية يمكن استعمالهما في المستشفى للإسراع في خفض مستويات البيليروبين عند الرضيع، وهما:
- العلاج الضوئي: حيث يُسلط نوع خاص من الضوء على الجلد ، ممَّا يؤدي إلى إحداث تغيير في بنية البيليروبين بحيث يصبح تفكيكُه في الكبد أكثرَ سهولةً.
- تبديل الدم: وهو أحد أنواع نقل الدم، حيث تُستبدل كمية صغيرة من دم الرضيع بنفس الكمية من دمٍ مماثلٍ من أحد المتبرعين.
تكون استجابةُ معظم الرضَّع للعلاج جيدة ، ويكون بإمكانهم مغادرة المستشفى بعد بضعة أيام.
المضاعفات:
إذا لم يُعالج الرضيع الذي يعاني من وجود مستويات شديدة الارتفاع من البيليروبين في دمه، فهو معرض لاحتمال حدوث إصابة دائمة في دماغه. وتُعرف هذه الحالة باليرقان النووي.