المركز الإعلامي
ماهو ارتفاع ضغط الدم الطبيعي للأطفال؟
عندما يرد ذكر مصطلح ارتفاع ضغط الدم فإنه نادراً ما يتبادر إلى الذهن أنه قد يصيب الأطفال الصغار، لكن مع الأسف فإن هذا المرض لا يؤثر فقط على البالغين وإنما يمكن أن يصيب الأطفال أيضاً وخاصة مع ارتفاع حالات السمنة.
يعد ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال من المشاكل الصحية التي قد تصيب الطفل في أي مرحلة عمرية، وغالباً ما يكون ارتفاع الضغط أحد الأعراض الدالة على وجود مشكلة صحية أخرى كامنة.
كما يختلف تعريف ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال عن ارتفاعه لدى البالغين، ويمكن تعريف ارتفاع الضغط لدى الأطفال بأنه ارتفاع قيمة الضغط لدى الطفل في ثلاث قراءات منفصلة بحيث يرتفع عن 120/80 ملم/زئبق.
ويعرف أيضاً ضغط الدم عند الاطفال بأنه القوة التي تنقل الدم عبر نظام الدورة الدموية في جسم الإنسان. ويعتبر ضغط الدم أمراً حيوياً أيضاً لأنه يوفر خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة والهرمونات مثل: الأنسولين.
عندما ينبض القلب، يضخ الدم حول الجسم ليعطيه الطاقة والأكسجين الذي يحتاجه، وعند انقباض عضلة القلب، يندفع الدم المتدفق في جوانب الأوعية الدموية. تسمى قوة هذا الدفع ضغط الدم. إذا كان ضغط الدم مرتفعاً جداً فإنه يضع ضغطاً إضافياً على الشرايين والقلب وقد يؤدي ذلك إلى حدوث نوبات قلبية وسكتات دماغية.
أنواع ارتفاع ضغط الدم للأطفال:
- ارتفاع ضغط الدم الأساسي، هو ارتفاع ضغط الدم الذي يحدث من تلقاء نفسه، دون وجود حالة كامنة.
- ارتفاع ضغط الدم الثانوي، هو ارتفاع ضغط الدم الذي يحدث بسبب حالة صحية كامنة، وهو الأكثر شيوعاً عند الأطفال الصغار.
تبلغ نسبة الإصابة بارتفاع الضغط لدى الأطفال بعمر 3-18 سنة 3.4%، وغالباً ما يؤدي ارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة إلى ارتفاع ضغط الدم في مرحلة البلوغ، كما تعد الإصابة بارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض الخطيرة والتي تؤدي إلى الوفاة في حال إهمال علاجها.
انخفاض ضغط الدم عند الأطفال:
هي حالة تصيب الأطفال عندما ينخفض الضغط تحت المستوى الطبيعي أو تحت 60 / 90، وينقسم إلى عدة أنواع، أهمها ما يلي:
- انخفاض ضغط الدم العصبي الذي يحدث عند وقوف الأطفال لفترة طويلة، ويختفي غالباً مع بلوغ سن الرشد.
- انخفاض ضغط الدم الانتصابي الذي يحدث عند الجلوس أو الوقوف فجأة، ويختفي في غضون ثوان معدودة غالباً.
- هبوط ضغط الدم الشديد الذي يحدث نتيجة الإصابة بعدوى، أو حساسية شديدة، أو فقدان كمية كبيرة من الدم، مما يمنع وصول الأوكسيجين إلى المخ مسبباً أعراضاً خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
أسباب ارتفاع ضغط الدم للأطفال:
ينبغي تحديد سبب ارتفاع الضغط عند الاطفال قبل العلاج للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى تستدعي العلاج أولاً، إذ يرتبط ارتفاع ضغط الدم عند صغار السن بالظروف الصحية الآتية:
- الولادة المبكرة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- أمراض القلب الخلقية وبعض مشاكل الكلى.
- الحالات الوراثية.
- الاضطرابات الهرمونية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- أمراض الكلى مثل: الإصابة بضيق الشريان الكلوي.
- الإصابة بمتلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing's Syndrome).
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع الضغط.
- السمنة واتباع نمط حياة غير صحي.
- اضطرابات النوم.
أما في الأطفال الأكبر سناً وخاصة أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن، غالباً ما يكون السبب الدقيق لارتفاع ضغط الدم غير معروف، يعرض ارتفاع ضغط الدم في مثل هذا العمر الصغير الأطفال لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في وقت لاحق من حياتهم.
أعراض ارتفاع ضغط الدم للأطفال:
على الرغم من أن معظم الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا تظهر عليهم أعراض، إلا أن البعض قد يعاني من الصداع واضطراب الرؤية. بالإضافة إلى أنه في حالات نادرة جداً، قد يكون لديهم آلام في الصدر.
علاج ارتفاع ضغط الدم للأطفال؟
إن الأطفال الذين شخصوا بإصابتهم بارتفاع ضغط الدم ليس من الضرورة أن يلازمهم المرض مدى الحياة. يمكن للذين لا يتمتعون بوزن صحي أن يبدأوا باتباع نظام غذائي مغذي وصحي وأن يكونوا أكثر نشاطاً. ويمكن أن تؤدي التمارين الهوائية إلى خفض ضغط الدم بسبب تأثيرها على الأوعية الدموية والقلب، حتى إذا لم يكن هناك مشكلة في الوزن.
كما يجب على الآباء تقديم الفواكه والخضروات كوجبات خفيفة والابتعاد عن الملح (الصوديوم) الذي يعد الجاني الرئيسي عندما يتعلق الأمر بارتفاع ضغط الدم.
كما توصي الإرشادات بوصف أدوية ضغط الدم إذا لم تنجح تغييرات نمط الحياة، أو إذا كان الطفل يعاني من حالة كامنة أخرى على الرغم من أن هذا أمر نادر، حيث توصف أدوية خفض ضغط الدم فقط لنسبة 1 بالمئة من الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم، وفي حال كان السبب وراء ارتفاع الضغط وجود مشاكل في الكلى أو مشاكل في القلب أو في الهرمونات فيجب البدء بعلاجها أولاً.
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم للأطفال:
للكشف المبكر عن مشاكل ضغط الدم ومعالجتها حافظ على:
- قياس ضغط الدم سنوياً للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (1- 3) سنوات.
- فحص ضغط الدم في كل زيارة لعيادة الطبيب، للأطفال الذين يعانون من السمنة، والأطفال الذين لديهم حالات طبية أو يتناولون أدوية قد تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
- تحقيق مستويات الضغط الطبيعي للاطفال أمراً هاماً بالنسبة للصحة، لذلك إذا كان طفلك يعاني من ارتفاع ضغط الدم، اتبع خطة العلاج التي
- أوصى بها طبيب الأطفال.
- اتباع نمط غذائي صحي.
- تخصيص وقت للعب عن طريق زيارة المنتزهات العامة والشواطئ.
- ممارسة الرياضة.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم للأطفال:
قد تحدث بعض مضاعفات ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، إذ من المرجح أن يستمر ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال حتى سن الرشد إذا لم يعالج. وقد يصاب الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المستمر بشرايين أكثر سمكاً في عمر مبكر يبلغ 30 عاماً.
إذا لم يحدد ضغط الدم المرتفع في سن مبكرة، فقد لا يشخص لسنوات، مما يؤدي في النهاية إلى تلف الأعضاء وغيرها من المشاكل الصحية، مثل: الإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة في مرحلة البلوغ. ومن التعقيدات الشائعة المرتبطة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال ما يلي:
- توقف التنفس أثناء النوم.
- السكتة الدماغية.
- نوبة قلبية.
- فشل القلب.
- الفشل الكلوي.