Media Center - View

ينتشر زواج الأقارب في المجتمع السعودي بنسبه تصل إلى 60%  في العديد من  المناطق و هي واحدة من أعلى نسب زواج الأقارب في العالم. يتسبب زواج الأقارب في ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية في السعودية لتصل إلى ما يقارب 700 مرضاً وراثياً تم رصده بالمملكة، و تبلغ نسبة الأمراض الوراثية في المملكة ما يقارب حالة واحدة لكل 1000 مولود حسب إحصائيات مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي وتعتبر هذه النسبة مرتفعة بدرجة كبيرة إذا تمت مقارنتها بدولة أخرى مثل اليابان ؛ حيث توجد حالة واحدة لكل 8000 مولود.

 تقدر التكلفة السنوية لعلاج الأمراض الوراثية في المملكة حسب الموقع الإلكتروني للجينوم البشري ما يقارب 30 مليون دولار. وتعد الأمراض الوراثية أحد أهم الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال في السعودية فضلاً عن كم الآثار النفسية و الاجتماعية و الصحية على الأطفال من ناحية و عائلاتهم من ناحية أخرى. ولا يقتصر إصابة طفل بمرض وراثي على وجود علاقة قرابة بين أبويه و لكن الأمر يظل أكثر احتمالاً في حالة زواج الأقارب بنسبة كبيرة في حال زواج الأقارب.

للمملكة مساعٍ عدة في محاولة الحد من انتشار الأمراض الوراثية عن طريق برامج زيادة الوعي المجتمعي ، خاصةً للمقبلين على الزواج وتجدر هنا الإشارة للأهمية البالغة لفحوصات قبل الزواج والتي تولي لها وزارة الصحة رعايةكبيرة ، وكذلك أهمية الفحوصات الجينية التي يلزم إجراؤها عند احتمال وجود طفرة وراثية جينية لدى أحد الزوجين أو كلاهما ، وبالأخصالعائلات التي يتكرر بها وجود أفراد مصابين بأمراض وراثية.

للفحوصات الوراثية دور فعّال و حاسم في تجنب المزيد من انتشار الأمراض الوراثية و يتمثل دور المختصين في تقديم الاستشارات الوراثية للمقبلين على الزواج لا سيما زيجات الأقارب حيث تدرس كل حالة بخصائصها و تقدم النصيحة والمشورة الطبية ، و قد لوحظ ارتفاع نسبة القبول لنتائج الفحص الإيجابية والتي تضع احتمالات لإصابة الأبناء بأحد أو بعض الأمراض الوراثية حال إتمام  الزواج ، إذ ارتفعت نسبة العدول عن الزواج في الحالات الغير متوافقة إلى 60% حيث قرر المقبلون على الزواج عدم إتمامه و ذلك في برنامج الزواج الصحي والتي أقامته وزارة الصحة منذ عام 1425 وهي نسبة تفوق سابقاتها بفضل زيادة الوعي والتثقيف المجتمعي.